من المستحيل ضخ رأس المال في اقتصاد غير مستقر بسبب السياسة. يستمر رأس المال في التدفق خارج الولايات المتحدة، وهجمات دونالد ترامب على الاحتياطي الفيدرالي لا تؤدي إلا إلى تسريع هذه العملية. في الوقت نفسه، لا ترفع الصين الراية البيضاء في الحرب التجارية ولا توقف واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة. يشك المستثمرون في أن مفاوضات واشنطن مع الدول الأخرى ستؤدي إلى تأثير سريع ويستمرون في بيع مؤشر S&P 500.

ديناميكيات الذهب والدولار الأمريكي ومؤشر S&P 500

لقد مر وقت طويل منذ "يوم تحرير أمريكا"، كما أطلقت عليه البيت الأبيض، وهو اليوم الذي فُرضت فيه التعريفات الجمركية المتبادلة، ويمكن بالفعل استخلاص الاستنتاجات. أكبر المستفيدين من أكبر التعريفات الجمركية على الواردات الأمريكية منذ أوائل القرن العشرين كانت الأصول الآمنة بقيادة الذهب. الخاسرون؟ الأصول الأمريكية. ارتفاع عوائد سندات الخزانة وانخفاض الدولار يؤكدان أنها لم تعد تُعتبر ملاذات آمنة.

قد يصبح شهر أبريل أسوأ شهر ثاني في الربيع لمؤشر داو جونز منذ عام 1932. وقد أظهر مؤشر S&P 500 أضعف أداء منذ تنصيب أي رئيس أمريكي، بالعودة إلى عام 1928. وبغض النظر عن مدى تجاهل دونالد ترامب لانخفاض مؤشرات الأسهم، فإنه يواصل مراقبتها عن كثب. الرئيس يحتاج إلى كبش فداء لشرح ما يحدث، وقد وجده في رئيس الاحتياطي الفيدرالي. "الخاسر الكبير" و"السيد دائم التأخير" هما الألقاب التي استخدمها الجمهوري لوصف جيروم باول بينما يطالب بخفض فوري لسعر الفائدة الفيدرالي.

حدثت قصة مشابهة خلال الولاية الأولى لترامب، لكن مؤشر S&P 500 كان يرتفع في ذلك الوقت، وتجاهل المستثمرون صراخه باعتباره غريب الأطوار. هذه المرة، الأمر مختلف. المؤشر العريض للأسهم يغرق، والحل الظاهر الوحيد لترامب يبدو أنه التيسير النقدي. يحدث العكس: المستثمرون يفرون، التقلبات ترتفع، والسيولة تجف.

أداء مؤشرات الأسهم وتقلبات سوق الأسهم الأمريكية

في شهر أبريل، انخفضت أحجام التداول إلى 13.5 مليار سهم، وهو أقل بكثير من المتوسط البالغ 20 مليار. السوق هادئ بشكل غريب، وهو أمر مفاجئ نظرًا لأن شهر أبريل يبدو أنه سيكون واحدًا من أكثر الشهور تقلبًا. تقلبات مماثلة حدثت في أكتوبر 2008 ومارس 2020، وكلاهما خلال فترات ركود. اليوم، يبدو أن التباطؤ الاقتصادي يشغل أذهان المستثمرين أكثر مما يظهر على الورق.

بعد كل عاصفة يأتي الهدوء، ينتظر المستثمرون أخبار المفاوضات التجارية بينما يحللون دراما انتقاد ترامب لباول.

من الناحية الفنية، على الرسم البياني اليومي لمؤشر S&P 500، يحاول الدببة إعادة تأسيس اتجاه هبوطي. الشرط الأساسي هو الحفاظ على الأسعار دون مستوى 5190. طالما أن هذا الشرط قائم، فمن المنطقي الاحتفاظ بالمراكز القصيرة التي تم فتحها من مستوى 5400 وزيادتها مع استمرار المؤشر العام للأسهم في التحرك نحو الجنوب.